الثلاثاء، 30 يوليو 2013

كلاكيت (3 )

ألقت نظرة أخيرة على هادي الفاقد للوعى والتقطت  كفه بين يديها قائلة وهى تضغط عليها برفق : أتمنى أن تعود لمحبيك مرة أخرى وتعلم ان هناك من يهتم لآمرك !
ضغط برفق على يدها مما جعلها تنظر اليه بحيرة وارتباك وتركت يده وغادرت الغرفه بسرعة
 وهى تحدث نفسها قائلة هل سمع ماقلته  !
من الجيد أنه لم يستقيظ
****
فى دورة المياة نزعت البالطو الابيض ووضعته فى حقيبتها وتوجهت الى مصطفى فى نهاية الرواق
الذى تهللت اساريره بمجرد ان رأها سار معها قائلا ً : هل استطعتى رؤيته؟
-        بالطبع
-        كيف هو ؟
-        فى غيبوبة
-        لماذا لا نجلس فى اى مكان؟
-        لما لا ؟
-        فى كافيتريا مجاورة للمستشفى جلس الاثنان
-        نظرت الى مصطفى صامته وهى تشعر بمشاعر متضاربة
-        هى تحب وجوده بجوارها تحب اهتمامه  لهفته عليها نظراته اليها لكن هل هذا حب  ربما هو اعتياد على وجوده بحكم العمل  ليس الا ؟
-        اما هو قال باسماً : فيما تفكرين ؟
-        تنبهت انها شردت
-        لا شىء
-        سمعت انهم يريدون تغيير طاقم حراس  هادي فهمي
-        اه هذا افضل
-        واعتقد انها ستكون فرصة جيده لتحقيق القادم
-        هتف باستنكار
-        لالالا انت تمزحين بلا شك ؟
-        ما الامر الغامض الذى سيتهوى القارىء عن مطرب ملتزم
-        هذا ما سأكتشفه
-        تقصدين ... نكتشفه.
-        هذا يعنى انك  موافق ؟
-        اولا لا استطيع ان اتركك بمفردك
-        ثانياً لا استطيع ان ارفض لك طلب
-        ابتسمت قائلة : مصطفى  هناك امر هام لابد ان نتحدث فيه اولاً
-        تطلع اليها بلهفه قائلاً : كلى آذان صاغية ؟
-        اعتدلت فى جلستها وهى تهمس  ارجوك لا تغضب ولا تحزن
-        انا اتفهم جيدا واقدر مشاعرك تجاهي ... لكنى ...
-        بدت على وجهه امارات خيبة الامل والحزن  وهو يتنهد بعمق قائلاً : هناك شخص آخر ؟
-        لا أقسم لك ... لا انكر انى ارتاح لك ... افتقدك لو تغيبت يوماً
لا اتخيل ان اتواجد فى مكان وانت لست فيه .
لكنى لا اعتقد ان هذا حباً
اشعر ان هناك شىء ينقصنى ... لست ادرى ماهو ؟
تنهد بضيق قائلاً : اعدك اننى لن اثقل عليكى ولن اضغط عليك مهما كانت الامور
لكنى اريدك ان تعلمى امر واحد فقط
لن تجدي شخص يحبك مثلي ..
نظرت اليه بحزن وهى تلوم نفسها لانها تسببت فى الحزن المرتسم على وجهه
قالت بتردد : مصطفى ارجوك لا تجعلنى اندم لانى بحت لك بكل ما فى قلبى  بصدق ودون مواربة
نظر اليها طويلا متأملا اياها  ثم قال : بالعكس انا اقدر كل ما قولتيه
والان نكمل عملنا
شعرت انه يغير مجرى الحديث وقلبه يتمزق جزناً بسببها
قال بجديه وهو يطلب لها مشروبا دافئاً : لابد ان  نندس وسط حراسات هادى
قالت : وكيف سيكون ذلك ؟
دعي هذا الامر لى !
حسنا سانتظر منك اخبار على الايميل
تناولت المشروب وهى تفكر فى هادي وكون الحادث مدبر
وخاطر فى ذهنها لا يفارقها وهو كيف لفنان شاب ملتزم مثله اعداء قد يفكرون فى قتله ؟
**********

 عادت لمنزلها
وفى غرفتها جلست خلف شاشة الحاسوب وهى تثبت الصورة على هادى
وهى تبتسم قائلة
ستكون اجمل مغامرة قمت بها نظراً لحبها الشديد للمطرب هادي فهمي  وتعجبت كيف لم يخطر على ذهنها القيام بمثل هذا الامر من قبل ؟
هزت رأسها محدثه نفسها قائلة : كل شىء بأوان
اعدت كوب شاى والقت نظرة على والدتها واخيها قائلة : سأنهى بعض الاعمال المعلقه هل تريدون شيئا قبل ان ادخل الصومعه
ضحكت والدتها وابتسم اخيها قائلا : لا  اشكرك اذا احتجت اى مشورة انا موجود
هزت رأسها متفهمة وتوجهت لغرفتها وجلست خلف شاشة الحاسب وهى تتصفح الايميل قائلة : ترى ماذا فعلت يا مصطفى ؟
واخذت تلقى نظرة على البريد حتى وصلتها رسالة من مصطفى اسرعت تقرأها بأهتمام
وجدته كاتب : علمت انهم يفكرون جدياً فى تغيير كل طاقم الحراسات
الخاص به وانهم يبحثون على شركة متخصصه فى هذا الامر وانهم يدققون كثيرا فى الاختيار
********
تراجعت بظهرها للخلف قائلة : وما الحل يا ترى ؟
وكأن مصطفى يقرأ افكارها فوجئت به يكتب : لا يوجد الا حل وحيد اننا نقدم اوراقنا لشركات الحراسات الكبرى التى تتعامل مع الفنانين وبطرقنا الخاصه نستطيع ان نحصل على دعم من احد الشخصيات محل الثقه والمقربين من الفنانين وهذا امر يسير بتوصية من رئيس التحرير مثلا
كتبت ترد عليه
مرحبا مصطفى
رد : مرحبا  كنت اعتقد انك لست موجوده
كتبت : كنت بعيده عن الجهاز
كتب : ما رأيك ؟
ردت : كنت اود ان يكون الامر سراً كما اعتدنا اى  حتى لا تتسرب اى انباء تفسد الامر ؟
غاب قليلا ثم كتب : وماذا تقترحين ؟
ردت : دع هذا الامر لى  اراك غداً
رجاء لا تخبر اى احد حتى رئيس التحرير
كتب : لكن هذا لن يكون امر سهلاً خاصة ان العمل مع الفنان سيتطلب منا السهر والتأخر ليلا
صمتت لحظة ثم كتبت : اعلم  ولهذا لا اريد ان يعلم اى احد عن الامر لاننا لو فشلنا ولم نوفق سيؤثر على مشوارنا المهنى
كتب : حسناً كما تريدين .
ردت : اشكرك اراك غداً  وداعاً
اغلقت  الجهاز وغادرى غرفتها وتوجهت لاخيها قائلة : هل انت متفرغ اريدك فى امر هام
كان اخيها مستلقياً على سريرة فى غرفته يشاهد التليفزيون
قال لها وهو يعتدل فى جلسته : ما الامر ؟
اطفأ التليفزيون وهو يتطلع اليها  بأهتمام :  تفضلي.
جذبت المقعد وهى تجلس امامه قائلة : الموضوع يتلخص فى ... وقصت عليه ما تنوى القيام به  و...
بعد ان انتهت ابتسم قائلا: والمشكلة الان فى كيفية زرعكم وسط رجاله؟
هزت رأسها قائلة : بالضبط

 وهى تفكر فيما سمعته  وطرأت على ذهنها فكره مجنونه لكنها أبتسمت وهى تتخيل لو حدث ما تفكر فيه  ،  ثم قالت لو حدث ستكون أجمل مغامره صحفيه أقوم بها ............
وبدأت التنفيذ  على الفور  ذهبت لأخيها فى غرفته تطلعه على ماتريد
نظر اليها أخيها مندهشاً قائلاً : أمجنونه أنتى ؟
قالت له باسمه : سيكون أكبر تحقيق صحفى قمت به .
قال لها :  لكن هذا سيتطلب منك بذل الكثير من الجهد لأن عمل المطرب سيتعارض مع مواعيد تواجدك فى الجريده ولا  أعتقد أن الوالده ستوافق على ذلك
قالت له سأحاول  التوفيق بينهم وأرتب وقتى ثم قَبلته قائله  : وأين ذهبت أنت  ؟ هل ستتركنى بمفردى أسهر بالخارج ؟
ضحك قائلاً : تريدين توريطى معك فى مهمتك الجهنميه .
ضحكت قائله :  لابد أن تكون معى حتى أشعر بالأمان
أرجوك وافق  ...... بترجاك أعدك أنها ستكون المره الأخيره التى أطلب منك أى شىء ......
قال لها بعد تفكير طويل و عينها متعلقه به ومن قلبها تدعو الله أن يوافق
نظر إليها أخيها قائلاً : حسناً جهزى أوراقك وسأتحدث مع أحد  أصدقائى  كى يزرعنا وسط حراساته
أسرعت تحتضنه بسعاده قائله :  أشكرك  ........... أشكرك
وغادرت الغرفه وهى تتنهد بقوه وفى غرفتها أخذت تعمل بسرعه ومهاره على جهاز الحاسوب وهى تجهز أوراقها التى سترسلها لصديق أخيها
وأخرجت حقيبها الخاصه بأغراضها التى تستعملها فى مهامها الصحفيه  وأخذت تغير من هيئتها حتى أستقرت على أنسب الاشكال اليها  وأتسعت أبتسامتها وهى تنظر  إلى نفسها فى المرآه وأخذت  تدعو الله أن يوفقها فى تلك المهمه ........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق